ولدا الامام علي(عليه السلام) هما سبطي النبي محمد(صلى الله عليه وآله)
لقد كانت ثمرة زواج الامام علي(عليه السلام) من السيدة فاطمة الزهراء(عليه السلام) إنجابهما من الذكور الامامين الحسن والحسين سبطي الرسول وسيدي شباب أهل الجنة كما ورد في حقهما عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) [1] والحق أنه لم يعرف قط سبطاً أنتسب إلى ابن بنت النبي سوى هذين الطاهرين ذلك؛ لأن المدلول اللغوي للسبط يعني ابن الولد إلا أن الرسول(صلى الله عليه واله) خصهما بالأبوة وقد ذكر الرواة أن عمر بن الخطاب سمع قول الرسول(صلى الله عليه واله) الذي جاء فيه (لكل ولد أب فإن عصبتم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فأني أنا ابوهم و عصبتهم) [2].
وجدير بالذكر أن الذي سماهما حسناً وحسيناً ـ كما تشيرنا الروايات ـ هو الباري تعالى وذلك بطريق الوحي فعند ولادة الحسن أوحى جبرائيل للرسول قائلاً: يا محمد أن الله يهنيك بهذا المولد ويقول سمه باسم ابن هارون: شبر ـ ومعناه بالغة السامانية حسن[3] ـ وعندما ولدت فاطمة الحسين جاء الوحي قائلاً: يا محمد إن الله تعالى يهنيك بهذا المولود ويقول لك سمه باسم ابن هارون شبير، ومعناه باللغة السامانية حسين[4].
ومما يذكر أن الحجاج بن يوسف الثقفي قال يوماً ليحي بن يعمر[5] انت تزعم أن للحسن ــ وقيل الحسن والحسين ـ من ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله ) فأتني على ذلك بشاهد فقرأ يحيى ما جاء بسورة الأنعام[6]وأوضح الحافظ الكنجي مدللاً على أن ذرية الرسول محمد من صلب علي مشيراً إلى قوله تعالى: (ووهبنا له) أي إبراهيم (إسحاق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته) أي ذرية نوح (داود وسليمان) إلى أن قال سبحانه (وزكريا ويحيى وعيسى..) فعيسى (عليه السلام) من جملة الذرية الذين يرجع نسبهم إلى نوح وهو ابن مريم وهي بنت لا اتصال له إلا من جهتها فقط[7] وهذا يوثق الدليل على أن أولاد فاطمة هم ذرية الرسول الذي لا عقب له إلا من جهتها[8].
-----------------------------------------------------
[1] تاريخ الخلفاء: 189.
[2] الصواعق المحرقة: 236، ذخائر العقبى: 131.
[3] لاستزادة راجع المرحوم أحمد أمين/ التكامل في الإسلام: 7 /46.
[4] الجزائري/ قصص الأنبياء: 250 الطبعة السادسة/ المطبعة الحيدرية.
[5] وهو من أ علام البصرة في النحو توفي عام 129هـ راجع ترجمته/ الدميري ــ حياة الحيوان: 1 /121.
[6] الحلبي/ حسن التوسل: 75 بغداد 1981، أخبار الزجاجي: 101 بغداد 1980.
[7] كفاية الطالب: 135 سبق ذكره.
[8] ينظر كتاب: علي محمد علي دخيل، سيرة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) والخطبتان الخالية من الألف والخالية من النقطة،" الناشر: العتبة العلوية المقدسة ــ قسم الشؤون الفكرية والثقافية الطبعة: الأولى, محل الطبع وتاريخه: النجف الأشرف، 1431هـ- 2010م.