ام الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)
فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين(عليه السلام)
إن أم أمير المؤمنين (عليه السلام) هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، الصديقة التي كانت أماً لرسول الله(صلى الله عليه واله)، حيث ربته في حجرها وتعاهدته وحرصت عليه، وقد تعلق رسول الله(صلى الله عليه واله) بها، وأولاها من عنايته المباركة واهتمامه الشيء الكثير. وكان الرسول(صلى الله عليه واله) يبذل لها من موده ماقرت عينها به واطمأن قلبها به وكان يزورها ولا ينقطع عنها ويقبل إلى بيتها اعتزازاً واكراماً لها [1].
وكانت امرأة عاقلة، صلبة العقيدة، برة، مبجلة. احتضنت النبي (صلى الله عليه واله) في طفولته، فكان يحبها حبا شديدا، حتى قال فيها: "كانت أمي بعد أمي التي ولدتني". وكان يثني على حنانها وشفقتها عليه قائلا: " لم يكن بعد أبي طالب أبر بي منها ". وكانت أول امرأة بايعت النبي (صلى الله عليه واله). وهاجرت إلى المدينة مع علي وفاطمة (صلى الله عليه واله) مشيا على الأقدام. ولما توفيت كفنها رسول الله (صلى الله عليه واله) بقميصه، وشارك في تشييعها، وصلى عليها، ثم وضعها في قبرها بعدما اضطجع فيه)[2].
يقول الحاكم النيسابوري لما ماتت فاطمة بنت اسد بن هشام كفنها رسول الله (صلى الله عليه واله) في قميصه وصلى عليها وكبر سبعين تكبيره ونزل قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه ويسوي عليها وخرج من قبرها وعيناه تذرفان وحث في قبرها …
فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب: يارسول الله رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد فقال: ياعمر ان هذه المرأة كانت امي التي ولدتني، ان ابا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة وكان يجمعنا على طعامه فكانت هذه المرأة تفضل من اكله نصيبا فأعود فيه، وان جبريل (عليه السلام) اخبرني عن ربي عز وجل انها من أهل الجنة واخبرني جبريل (عليه السلام) ان الله تعالى امر سبعين الفاً من الملائكة يصلون عليها[3].
وهي اول هاشمية ولدت لهاشمي وقد اسلمت في مكة وهاجرت الى المدينة وماتت فيها[4]، فلذلك ان علياً (عليه السلام) أول خليفة ابوه وامه من بني هاشم[5].
-------------------------------------------
[1] الاصفهاني ، ابو نعيم احمد بن عبد الله (460هـ-1067م) ، حلية الاولياء وطبقات الاصفياء ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1409هـ-1988م ، 3/ 121 .
[2]موسوعة الإمام علي، محمد الريشهري: 1/ 67.
[3] الحاكم ابو عبد الله النيسابوري ، ( ت405هـ-1014م) ، المستدرك على الصحيحين، الناشر مكتب المطبوعات الاسلامية ، (بيروت ، لبنان) ، 3/ 108 .
[4] النويري ، نهاية الارب في فنون الادب ، 2/ 359 .
[5]محب الدين الطبري ، احمد بن عبد الله (ت694هـ-1294م) ، ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، دار التربية ، بغداد 1405هـ-1984م ، ص65 . ينظر: حمد محمد نصيف المحمدي, العدالة والقضاء في عهد خلافة علي بن ابي طالب (عليه السلام) (35-40هـ/ 655-660م ), رسالة ماجستير في بغداد سنة: 2004م.