زواج الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) من فاطمة الزهراء(عليها السلام)
لقد شاءت الإرادة الإلهية أن يكرم الله(عزوجل) الامام علي(عليه السلام) بالزواج من ابنة الرسول فاطمة الزهراء البتول التي خصها الله تعالى بفضائل انفردت هي الأخرى بها وفي مقدمتها ما جاء عن الرسول الصادق الأمين الذي جاء فيه (أن الله فطم ابنتي فاطمة وولديها ومن أحبهم من النار) [1] وصادف زواج علي منها بعد مقدم أبيها من مكة بفترة قصيرة لا تعدو الخمسة شهور[2] وقيل بل أقل من ذلك وروي عن عمر بن الخطاب قوله: لقد اعطي علي ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن اعطي حمر النعم فسئل وما هن؟ فأجاب: تزوّجه فاطمة وسكناه المسجد لا يحل لي فيه ما يحل له والراية اليوم خيبر[3].
ومن خصائص فاطمة نذكر ما انفردت به عن غيرها من نساء العالم في طهرها فالثابت انها ولدت الحسن وقت المغرب فاغتسلت وصلت العشاء وإنها لم تحظ قط[4] وقد روي عن الرسول مخاطباً ابنته الصديقة (والذي بعثني بالحق لقد زوجتُك سيداً في الدنيا والآخرة لا يبغضه إلا منافق) [5] وتلك هي علة اختصاصها بالزواج منه ذلك لأن التاريخ يحدثنا أن أشراف مكة وأخيار الصحابة تقدموا طالبين يدها من أبوها إلا أن الباري تعالى خص الإمام بها لتكافؤها في السيادة والشرف والعفة لا بل أن الرسول روي عنه قوله [6]: أن الله تبارك وتعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي[7].
-------------------------------------------------
[1] ابن حجر/ الصواعق المحرقة: 142 مصر 1965.
[2] محمد رضا/ الإمام علي بن ابي طالب: 7 سبق ذكره.
[3] تاريخ الخلفاء: 172، الصواعق المحرقة: 127.
[4] ذخائر العقبى: 54، يا سين العمري/ الروضة الفيحاء: 148 بغداد 1966.
[5] ذخائر العقبى: 54.
[6] تاريخ الصواعق المحرقة: 124، كفاية الطالب: 163، تاريخ اليعقوبي: 2/ 34.
[7] ينظر: القاضي فاضل عباس الملا , الإمام علي ومنهجه بالقضاء, الناشر: العتبة العلوية المقدسة ــ قسم الشؤون الفكرية والثقافية, الطبعة: الأولى,تاريخ الطبع: 1432هـ ــ 2010م.